يقول تعالى : { وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ
عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }الحشر7
هذه الآية تنطق بوجوب اتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد ربط الله
بين الإتباع والتقوى،
لأن العقبات التي تحول بين الإنسان واتباع النبي - صلى الله عليه وسلم - قد تكون كثيرة، ولا
مجال للانتصار عليها إلا بالتقوى فنفوز بالجنة و النعيم.
ونتساءل هل يُوجد إنسانٌ يُعرضُ عليه دخول الجنة ويأبى ؟ هذا ما عرضه النبي - صلى الله
عليه وسلم -على أصحابه فقال: " عن أبي هريرة أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا يا رسول الله ومن يأبى
قال من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى " صحيح البخاري
النبي ينتظرنا فمن يذهب إليه ؟
يا له من موقف يحتاج إلى تأمل وتفكر، بقلوبنا قبل عقولنا وبمشاعرنا قبل فكرنا، ونحن نتخّيل
ما قاله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو ينتظرنا عند الحوض، نعم ينتظرنا باسمنا !
فمن منا يريد مقابلته ورؤيته والسلام عليه والجلوس معه ؟! انه ينتظرك عند الحوض فهل
نحن جادّون في الذهاب إليه أم نكون من المتأخرين المبدلين ، فيحزن النبي لتخلفنا وتأخرنا؟ !
يقول صلى اله عليه وسلم : " إني فرطكم عند الحوض ، انتظر من يرد إلى ، فو الله ليقتطعن
دوني رجال فلأقولنّ : أي رب أمتي ، فيقال : إنك لا تدري ما عملوا بعدك، مازالوا يرجعون على
أعقابهم". أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
يا أحب من نفسي؟!
فلماذا لا نكون من الآن من المفلحين ونعلن عن إيماننا ومحبتنا وتوقيرنا
وتعظيمنا ونصرتنا للحبيب وأتباعه: { َالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ
وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف157
هنالك يحق لنا أن نُعلن من أعماق قلوبنا: يا حبيبي يا رسول الله ، فيحبنا الله :
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ
غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31 .
" كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب
فقال له عمر يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي فقال النبي صلى
الله عليه وسلم لا والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك فقال له عمر فإنه
الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي فقال النبي صلى الله عليه وسلم الآن يا عمر " صحيح البخاري
بمعنى الآن اكتمل إيمانك يا عمر.
فهي دعوة مفتوحة لكل من يريد أن يكمل إيمانه حتى يتحقق فيه قول
النبي : " أنت مع من أحببت".
من يستطيع أن يملأ عينه من رسول الله ؟
روى مسلم عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال : " وما كان أحد أحب
إلىّ من رسول الله - صلي اله عليه وسلم - ، ولا أجلّ في عيني منه ، وما كنت أطيق أن أملأ
عيني منه إجلالا له ، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه".
وها هو سعد بن الربيع قبل موته بلحظات يقول للأنصار : " لا عذر لكم عند ربكم إن خلص إلى
نبيكم وفيكم عين تطرف" . فما عذر لأمة الإسلام اليوم إن امتدت لمسة أذى لحبيبنا وفينا
عين تطرف.!!
وهذه قدوتنا في امرأة عبرّت عن قمة حبها حينما مات زوجها وأخوها وأبوها في يوم أحد ،
فلما نعوا لها قتلهم قالت : فما فعل رسول الله - صلي الله عليه وسلم -؟ قالوا: خيرا، هو
بحمد الله كما تحبين. قالت: أرونيه حتى أنظر إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك صغيرة
يا رسول الله ما دمت بخير.
من ينضم إلى إخوان محمد؟
أتحب أن تكون من إخوان محمد ؟ ألكم شوق أن تنضموا إلى إخوان محمد ؟ الداعي إليها هو
محمد فما أنتم فاعلون ؟ خرج النبي ـ صلى الله عيه وسلم ـ على أصحابه، فقال لهم:
" عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وددت أني
لقيت إخواني قال فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أوليس نحن إخوانك قال أنتم
أصحابي ولكن إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني ". مسند أحمد
هذا من أجمل العروض من الحبيب لأبناء أمته في عصرنا ، فيا فوز من
التحق بإخوان محمد.!!
فما ثمن العضوية ؟ وهل هي لأناس معينين ؟ أوضح ذلك الحبيب فقال :
"فإن من ورائكم أيام الصبر الصبر فيه مثل قبض على الجمر للعامل فيهم
مثل أجر خمسين رجلا يعملون مثل عمله وزادني غيره قال يا رسول الله أجر خمسين منهم
قال أجر خمسين منكم " سنن أبي داود
نعم أجر خمسين من الصحابة والصحابيات لمن يثبت على دينه في هذه
الأيام رجل كان أو امرأة، فهنيئا لمن نال شرف العضوية!! وهنيئا لمن حصل على مكافأة الاتباع.
وبقيت وصية النبي لنا وهو يقول لمعاذ: " إن أولى الناس بى
المتقون من كانوا وأين كانوا "،
رواه أحمد. فأحباب محمد المتقون، بغضّ النظر عن جنسيتهم أو لغتهم أو مكانتهم على
الأرض.
هل تجمعني وحبيبي الدار ؟
خرج عمر بن الخطاب ليلا فرأى مصباحا في بيت، وإذا بامرأة تنقش صوفا وتقول:
على محمد صلاة الأبرار ***صلى عليه الطيبون الأخيار
هل تجمعنا وحبيبي الدار ***هل تجمعني وحبيبي الدار
فحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ منّة وهدية بعد المنّة من الله ببعثة محمد صلى الله
عليه وسلم:
{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ
آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ }آل عمران164
فخدمة الحبيب واتباعه تمتدحتى آخر اللحظات ، تقول عائشة :
" من نعم الله عليّ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
توفى في بيتي وفي يومي وبين سحري ونحري ، وإن الله جمع بين ريقي وريقه عند موته ".رواه البخاري ومسلم