يلخص سار تر أسباب فشل الحب إلى عوامل ثلاثة:
العامل الأول: إن الحب في صميمه ضرب من الخداع الذاتي لأنه يتضمن حركة أو تسلسل إلى مالا نوهاية: حين أحب أريد أن يحبني الآخر وبالتالي أريد أن يريد الآخر أن أحبه وهلم جرا وربما يكون سبب فشل الحب هو هذه الخديعة المستمرة فليس السبب هو نقص الكائن المحبوب أو ضعفه بل هو إدراكنا الضمني لاستحالة تحقق المثل الأعلى الذي يهدف إليه الحب وكلما زاد حب الآخر لي زاد فقداني لوجودي وبالتالي زاد ارتدادي إلى مسؤولياتي الخاصة وقدراتي الخاصة أما العامل الثاني: فهو استيقاظ الآخر ممكن في كل لحظة وممكن أن يحيلني إلى موضوع مما يجعل الحب يحيا في حالة عدم اطمئنان.
ويلاحظ سارتر أن الحب دائما يكون مطلقاً ولكن تدخل الآخرين يجيء دائما ويخلع عليه طابعا نسبياً ويرى أن الحب صراع مستمر بين حريتين وليس مشاركة فعالة بين إرادتين على الرغم من أن الحرية قلما تريد ذاتها إرادة حقه دون أن تريد حريات غيرها.
والموت ليس الخطر الأوحد الذي يتهدد الحب فهناك خطر أ كبر هو الإحساس بالوحدة حتى في صميم الحب وكما يقول الشاعر (رلكه) إن الحب يحيا دائما على حافة الموت ولكن دراما الحياة البشرية تضطرنا للحب لكي نعيش وإننا نعرف أنه قد يكون أيسر على الرجل أن يموت في سبيل المرأة التي يحبها من أن يحيا في سبيلها، فالحب عند المرأة يعني السعادة والاستقرار وكون الحب يعني عند المرأة أكثر مما يعنيه عند الرجل لذلك نرى خيبة النساء في الحب أكثر من خيبة الرجال فالمرأة يصيبها إحساس أليم عندما تكتشف تفاهة الرجل الذي أحبته.
والحب عند الرجل يعني اللذة الخاطفة والتنقل والشهوة والاستمتاع العابر فالرجل يعشق بسرعة ويهجر بسرعة في حين أن المرأة لا تحب إلا بصعوبة كبرى(( لكن هذا لا تثبته الحياة الواقعية دوماً فطبيعة المرأة المتحولة ذات التركيب العاطفي المتغير تجعلها دائمة التبدل في عاطفتها )) ، إن ما يريد الحب امتلاكه هو الشعور أو الضمير وليس الجسد أو الحقيقة المادية وكل استعباد للمحبوب سواء كان بالزوج أو بأي وسيلة لا بد أن يفضي إلى القضاء على الحب